بعث هذا الماستر [ماستر علوم الترجمة واللسانيات] شعور من القلق والحيرة حول ما آلت إليه الترجمة، عبر فترة زمنية طويلة، على أيدي منظري الترجمة وممارسيها من جهة واللغويين من جهة أخرى. إن معظم منظري الترجمة لم يستخدموا تقنيات اللسانيات المعاصرة بانتظام إلا قليلا، أما اللغويون من جانبهم فكانوا حياديين في أحسن الأحوال ومعادين تماما في أسوئها لفكرة نظرية للترجمة. وتبدو هذه الحالة متناقضة تماما عندما يدرك المرء هدف الترجمة الأساسي [المعروف]، أي تحويل نص من لغة أساسا إلى نص مناظر في لغة أخرى مع الحفاظ، قدر الإمكان، على محتوى غرض النص الأصلي، وسماته الشكلية وأدواره الوظيفية.
وبناء على ذلك فالقصد الأول من هذا الماستر المتخصص هو تقريب الطالب الباحث من حقل الترجمة المعرفي واللسانيات وتمكينه من اكتساب أنواع المعارف: معرفة لغة النص الأصل، وبناء النصوص، ومعرفة أنماط النصوص، ومعرفة بموضوع البحث معرفة حقيقية، ومعرفة تقابلية بالإضافة إلى المهارات التي يحتاجها المترجم حتى يكون قادرا على الترجمة.
والقصد الثاني يتمثل في تكوين الطلبة الباحثين على التعامل مع مختلف نماذج تقويم جودة الترجمات التي تعتمد على تحليل ومقارنة كل من النص الأصلي والنص الهدف على مختلف المستويات [تركيبيا ودلاليا وتداوليا ونصيا].
ويُمكن اختصارُ الأهدافِ المتوخّاة من فتح هذا الماستر، فيما يلي:
الأهداف البيداغوجية لبرنامج مسلك الماستر:
تزويد الطلبة بنظريات اللسانيات المرتبطة بالتّرجمة.
تزويد الطلبة بالمعرفة الضرورية لولوج سوق الشغل، وكذا القيام ببحوث في اللسانيات وترجمة النصوص.
تطوير المهارات اللغوية والترجمة للطّلبة وكذا التقنيات المتداولة في تحليل ونقل النصوص من اللغات الأجنبية إلى العربية
مقاربة التّرجمة كنصّ وليس كجمل منفردة أو معزولة.
تعزيز معارف الطّلبة في اللّغتين الانجليزية والعربية وكذا في المعرفة اللّسانية في شتى المستويات الوصفية المرتبطة باللغة وبالترجمة.
تزويد الطّلبة بأحدث النّماذج النصّية لتقييم الترجمة.
تزويد الطّلبة بالآليات النظرية الضّرورية لتعريف وتحليل مقاربة تأمّلية للتّرجمة.
تكوين جيل من الطلبة الباحثين في علوم الترجمة واللسانيات تكوينا أكاديميا.